متحف عمان عبرالزمان


متحف عُمان عبر الزمان (اختصارًا OAAM)؛ بولاية منح بمحافظة الداخلية، يرصد تاريخ أرض عمان منذ حوالي 800 مليون سنة، ويسعى المتحف إلى التعريف بالحقب التاريخية المختلفة التي شهدتها سلطنة عُمان مثل جيولوجيا الأرض والسكان الأوائل، وصولا إلى عصر النهضة المباركة وما تحقق فيه من منجزات مختلفة في شتى القطاعات، إضافة إلى استشراف المستقبل بما يتوافق وتطلعات سلطنة عُمان.[1]

تاريخ المتحف:

قام بوضع حجر أساس المتحف السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في 14 يوليو 2015 بولاية منح بمحافظة الداخلية[2] على مساحة أرض تقدر بثلاثمائة ألف متر مربع، ومساحة بناء حوالي 66,591 متر مربع. وافتتحه رسميا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- في 13 مارس 2023م، صُمّم المتحف على شكل جبال الحجر يمثّل البيئة العُمانية بتفاصيلها الجغرافية الفريدة.[3]

العمارة

:

هدف القائمون على مشروع متحف عُمان عبر الزمان على أن يكون المبنى إبداعيًا يمثل أيقونة لعصر النهضة مبنىً ومعنىً، وأن يترجم العمارة العُمانية بأسلوب عصري، متفرّدا بتفاصيله الهندسية والإنشائية ومواد بنائه. استنبطت فكرة تصميم المشروع من شكل الجبال العُمانية وسلسلة الحجر، ويبدأ التصميم من الأرض ممتدًّا إلى الأعلى في تصميم فريد من نوعه يعكس البيئة العُمانية. أما واجهات المتحف فاستخدم فيها النحاس بهدف محاكاة التاريخ العُماني القديم في توظيف النحاس، وتم استخدام جسور فولاذية يصل طول أضخمها إلى 90 مترا، بحجم 800 طن، أي ما يعادل حجم 500سيارة متوسطة الحجم.[4]

ويعد مبنى متحف عُمان عبر الزمان صديقًا للبيئة؛ حيث تم بناؤه بشكل منخفض من جهة الشرق حتى تشرق عليه الشمس ويحمي المساحات داخل الفضاءات من أشعتها المباشرة، ووُضعت في جهة الغرب نوافذ تساعد على إدخال الإضاءة للمتحف مع جدران مائلة تمنع أشعة الشمس المباشرة، وتخفّض الطاقة التي يحتاجها المتحف في الإنارة.

شكل المعين

:

اعتمد الشكل الخارجي للمتحف على شكل المعيّن، الذي يجعل جميع الجدران مائلة بما فيها الزجاج أيضًا، وليكون المبنى قادرا على النهوض برغم الميلان والارتفاع الكبير؛ حيث يأتي استخدام جميع الأحجار على شكل معيّن مستوحى من الأحجار المنقسمة الموجودة في جبال سلطنة عُمان، وينعكس شكل المعين نفسه في العناصر المختلفة للمبنى أيضًا.

كما تم تشطيب الجدران الداخلية للمبنى مثل الواجهة الخارجية بكساء من الحجر العُماني المعروف باسم وردة الصحراء. وقد تم تصميم وتشييد مبنى متحف عُمان عبر الزمان ليحافظ على قوته ومتانته ورونقه إلى عمر يصل إلى 500 عام، وذلك بفضل العديد من التقنيات التي تستخدم ولأول مرة في سلطنة عُمان، والتي تحميه من جميع أنواع الكوارث الطبيعية.

مبنى صديق للبيئة

:

وضع المبنى بشكل منخفض من جهة الشرق، فالشمس تشرق على المبنى، وبالتالي يحمي الفضاءات الداخلية من أشعة الشمس المباشرة، كما وضعت في جهة الغروب نوافذ تساعد في إدخال الإضاءة للمتحف مع جدران مائلة تمنع أشعة الشمس المباشرة، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تخفيض الطاقة التي يحتاجها المتحف في الإنارة. من ناحية أخرى، تم تصميم نظام مأخوذ من فكرة القلاع والمباني القديمة تحت ممر الفنون، وهو وجود الجدران التي تجعل الهواء الساخن يبرد، كما وضِعت عدد من الاشتراطات ليكون المبنى صديقا للبيئة، كاستخدامه مواد من مناطق قريبة للمشروع فالحجارة العُمانية عالية الجودة من محافظتي الظاهرة وشمال الباطنة حاضرةٌ في هذا البناء الضخم من الخارج والداخل، والتي بلغ حجمها 130 ألف متر مربع، كما استثمرت مخلفات الأحجار والقطع للاستفادة منها في الحديقة.

يتميّز المتحف بالواجهات الزجاجية التي تتراوح ارتفاعاتها من تسعة أمتار إلى ستة عشر مترا وتصل إلى خمسة وعشرين مترا، مُسهِمة في جعل الرؤية واضحة على الآفاق، ومن ضمن المواصفات التي تم مراعاتها في الزجاج هو اللون المعروف بآيرون غلاس الذي يكون واضحًا جدًا، واستخدام أربع طبقات من الزجاج حيث بلغ سمك الطبقة الواحدة ستة سنتيمتر وتصل إلى خمسة أمتار ارتفاع وعرضها اثنان ونصف مترًا. وقد أعطى الزجاج جمالية للمتحف بحيث يتيح للزائر رؤية آفاق المشروع ويبين مناظر الجبال حول المتحف ويربط المتحف بالبيئة المحيطة من خلال انكشافها عليها.

بدايةً من التشكل الجيولوجي لأرض عُمان قاعتان ثريّتان بمحتواهما ومقتنياتهما، يُبحر الزائر منذ أن يضع أولى خطواته في متحف عُمان عبر الزمان بن جغرافيا سلطنة عُمان وتاريخها متأملًا ماضيها وحاضرها ومستقبلها بشكلِ تفاعي وباستخدامِ الوسائل التقنية الحديثة، إضافة إلى المقتنيات الثرية التي يستعرضها المتحف بن جنباته.

تنقسم قاعات العرض الدائمة إلى قاعتين:

وتم تصميم مدخل هذه القاعة على شكل فضاء مفتوح، تتوسطه عدد من الأعمدة المهيبة التي تشكل فضاءً تفاعليًّا لمنظومة العرض للقاعة، وتمثل القاعة ذروة تجربة الزائر إلى المتحف ومحوره الأساسي، وتستعرض جوانب التطور، والازدهار، وا الصوتي والمرئي فائقة الدقة تتناول الأعوام الخمسة الأولى من عمر النهضة المباركة، ولتتيح مشهدًا بانوراميًّالنماء في سلطنة عُمان، وما شهدته من تحول اجتماعي واقتصادي وصناعي وسياسي ملحوظ، جنبًا إلى جنب مع المحافظة على مكنونات هويتها الأصيلة وتقاليدها الثقافية العريقة. وتحتوي القاعة على وسائل متحفية رقمية تفاعلية تستعرض الخطابات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه والخطابات السامية للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه، إضافة إلى مرتكزات النهضة المباركة كالتعليم، والرعاية الصحية، والبنية الأساسية، والعلاقات الخارجية، والسياحة، والاقتصاد، وغيرها من المواضيع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متحف عمان عبر الزمان